هذا هو الحب هذا هو العشق

الثلاثاء يناير 18, 2011 1:53 pm

هذا هو الحب هذا هو العشق

السبيل إلى حب الله

فالحب الذي كان عليه أصحاب رسول الله كيف وصلوا إليه؟ سيدنا رسول الله بيّن لهم الطريق ووضح لهم المحجة لكننا لم نفطن لذلك. فقد جلس مع أصحابه قبل فرض العبادات بإثنى عشرة سنة قبل فرض الصلاة والصيام والزكاة والحج، ماذا كان يفعل؟ كان يغرس نبات الحب ويغذيه وينميه.والعبادة التي بها يصل الإنسان إلى مقام الحب عبادة كثير من الناس أهملها وتركها في زماننا هذا وقال فيها الحبيب {أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم والآلاء وأحبوني لحب الله لي وأحبوا آل بيتي لحبي} كيف نحب الله يا إخواني؟ إذا شغلنا عبادة الفكر، وكيفية الفكر؟ لأن فكرنا كلنا شغال في تحصيل حاصل.شغال في الأكل ماذا أتغذى ؟ ماذا أتعشى؟ ماذا أبني؟ كيف أُزوج هذا الولد ؟ أو كيف أُعلمه ؟وأُربيه؟ شغلنا أنفسنا باختصاصات ربنا ، وقد قال الله من البداية ليس لك شأن بهذا الموضوع Sad

وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [آية132طه) هذه وظيفتك.والأكل والشراب قال ليس لك دخل لأنه اختصاصنا (لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) آية (132طه) نحن بكل أسمائنا وصفاتنا وخزائننا الظاهرة والباطنة، وأملاكنا وقدراتنا وعوالمنا التي تراها والتي لا تراها، كلها في خدمتك ومسخرة لخدمتك إذا كنت في طاعة الرحمن. وهذا الذي جعل السيدة رابعة العدوية رضي الله عنها، عندما سُئلت عن شدة الغلاء الحاصل؟ فقالت لهم: الغلاء في أي شيء؟ قالوا لها: الكيلة من الحبوب بكذا، والأردب بكذا، والملابس بكذا والذهب بكذا، ونحن مشغولون. فقالت: وعزة ربي وجلاله، لو صارت الحبة بدينار ما اهتممت.علىًّ أن أعبده كما أمرني، وعليه أن يرزقني كما وعدني!! أي ليس لي دخل بهذا الأمر.لكننا نحن أدخلنا أنفسنا: فوكلنا إلى أنفسنا، فلما وكلنا إلى أنفسنا، هل نقدر على عمل أي شيء؟ لا لن نقدر أن نعمل إلا بالله ومتى هذا؟إذا اتقيناه ومشينا على الطريق الذي بينَّه ووضحه في كتاب الله Sad

وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً{2} وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الآية (2-3) الطلاق]أي من حيث لا يتوقع الإنسان أو يتخيل .والذي يتوكل على الله ياهناه ويا سعد مناه في دنياه وأخراه Sad

وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ[الآية3 الطلاق]

وأولادنا ماذا نصنع بشأنهم؟سيدنا عمر بن عبد العزيزوكان خليفة على أكبر دولة في البسيطة في عصره (فلم تصل الدولة الإسلامية لهذا الاتساع في أي زمان ولا مكان ) وعندما حانت منيته كان له ثمانية عشرة ولد ولا يملك شيء.فقالوا له: تركت أولادك فقراء أما كنت قد أوصيت لهم بشيء من بيت المال ؟ أو ادخرت لهم شيء من أرزاقك الحلال ؟ لأنه كان يوزع ما عنده في الباقيات الصالحات.فقال: أولادي رجلان: أما الصالح منهم فالله يتولاه وهو يتولى الصالحين، وأما الطالح منهم فما كنت لأترك له ما أُعينه به على معصية الله فينفقه على المعصية وأُحاسب عليه معه لأنني الذي أعطيته له.فقد ترك للثمانية عشر: ولدا ثمانية عشر دينارا.وتحكي كتب السيرة والتاريخ أنهم اشتغلوا بالتجارة، وبعد سنه واحدة وببركة التقوى، كان كل واحد منهم معه مائة ألف (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً [الآية82الكهف]وكيف رباهم ؟ وهذا هو الباب المفتوح(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً[سورة الطلاق]أنا أريد أعلم ابني لغات، وأُدخله مدارس أجنبية، أو مدارس خاصة ليس هناك مانع ولكن قبل هذا وذاك لازم أُلقنه كتاب الله، وأملأ قلبه بتقوى الله،يصبح أي مكان يذهب فيه معه الله، قال الله في [النحل(إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ{128 كيف يكون معهم ؟ معهم بمعونته وطوله وحوله.ومعهم بفتحه وبتأييده.
ومعهم بكفايته وصيانته.ومعهم بولايته ومعهم بهدايته، ومعهم بعنايته، وقل كما شئت في معية الله. فإذا جعلت ابنك معه الله: يصبح معه مفاتيح الدنيا ومفاتيح السعادة للدار الآخرة، إن شاء الله معه الاثنان. وهذا هو السر الذي أعطاه الله لنا.

هذا بينما خلف سيدنا عمر بن عبد العزيز، ابن عمه الخليفة هشام بن عبد الملك :وترك لعياله: لكل واحد مائة ألف دينار، وكانوا أربعة عشر ولدا، ولم يترك لهم تقوى الله.فقد انشغل عنها كما نحن مشغولون الآن، وترك لكل واحد من أولاده مائة ألف !! فلم يمر عام !إلا وقد مروا على الأبواب يطلبون الشراب والطعام.ما الذي يسلِّم الولد ؟...تقوى الله.وما الذي يسلِّم البنت ؟...تقوى الله.وما الذي يجعلهم من أهل السعادة في الدار الآخرة؟.. تقوى الله.إذاً ينبغي أن يكون كل اهتمامي أن أُربيهم على تقوى الله، وعلى مراقبة الله وعلى خشية الله.فلو أنني وضعت في قلب أولادي خشية الله، فلا يهمني أي شيء بعد ذلك لأن الأرزاق بيد الرزاق وكما قال القائل:ولو أن أرزاق العباد على الحجا.لماتت إذاً من جهلهن البهائم(يعني على العقل) لأنهم ليس لهم عقول ...إذاً الأرزاق على يد حضرة الرزاق .

مقتطفات من مؤلفات المفكر الاسلامى الاستاذ/ فوزى محمد ابو زيد