غذاؤك .. داء أم دواء ؟

للغذاء أهمية قصوى في حياة الإنسان، بل إنه الشيء الذي يعتمد عليه الإنسان في بناء جسمه وعقله ونموه. ولكن على الجانب الآخر هناك العديد من الأمراض منشؤها الغذاء الذي نأكله، وعن طريق الغذاء يمكن أن يصاب الإنسان بالأمراض المختلفة، بدءاً بأبسط حالات الحساسية إلى أمراض شرايين القلب ومرض السكر، والسمنة، وبعض الأورام السرطانية.

يقول الدكتور أندرسون: «لقد نزع الأمريكان في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى البدانة حتى أصبح أكثر من 40% منهم مصابون بالبدانة، والواقع أن من سميناهم (أفضل المحاربين) تبين، عند تشريح جثثهم (أي جثث الجنود الأمريكان في الحرب الكورية)، أن شرايين قلوبهم كانت تحتوي على كميات مخيفة من الشحوم وهم في سن الخامسة والعشرين. وبدأنا نعاني مختلف أنواع الشكاوى التي لم تكن موجودة من قبل. وبدأت الوصفات الاجتهادية لعلاج هذه العلل التي يمكن تجنبها بصفة عامة (مثل التخمة وسوء الهضم) من الرواج.

وكانت النتيجة أن أصبح العديد من الناس يأكلون أطعمة لا تفيدهم، كما أن الكثيرين من الناس أصبحوا يأوون إلى الفراش مثقلين بسوء الهضم، ويصحون بحالات من الصداع، ولا يشعرون أثناء النهار بأنهم على ما يرام، بل إنهم كانوا يحسون أنهم أكبر من سنهم الحقيقي. وأصبحت فكرة «المرء مرهون بما يأكله» فكرة مهيمنة على الرأي العام وعلى حياة الكثيرين أيضاً».

وفي الوقت الراهن ـ وللأسف الشديد ـ انتشرت هذه الظاهرة في بلادنا العربية، فزادت معدلات البدانة، وكثر الإفراط في تناول الأطعمة الجاهزة من الهامبورجر والشيش كباب والشاورما وغيرها. وامتلأت شوارعنا بمثل تلك المطاعم التي نجحت أمريكا في تصديرها إلى بلادنا، في الوقت الذي تنطلق الصيحات هناك محذرة من تناول الوجبات الجاهزة، الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، والتي تأخذ بمجامع قلوب أبنائنا الذين أصبحوا لا يعرفون غذاء أو عشاء إلا من تلك المطاعم!

كما أن هناك تقارير تشير إلى أن أعلى نسبة للأورام السرطانية في الولايات المتحدة واليابان، رغم أن غذاء اليابانيين في الماضي كان يعتبر من الأغذية الصحية، حيث كان فيه الكثير من الأسماك والأغذية الصحية المختلفة، إلا أن الاتجاه الحديث نحو الأغذية الجاهزة والوجبات السريعة وما يطلق عليه باللغة الإنجليزية (Junk Food) (أي الأغذية التافهة) قد أدى إلى ابتعاد الكثير من اليابانيين عن الغذاء الصحي السليم، وفي بلادنا العربية كثرت مطاعم الوجبات السريعة وزاد تناولنا للدهون والوجبات الثقيلة ونأينا عن الخضراوات والفواكه والحبوب والبقول. وأصبح البعض منا يعيش ليأكل.. لا يأكل ليعيش. فأين نحن مما جاء في الأثر: «نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع»!وتشير أحدث تقارير الكلية الأمريكية للعلوم إلى أن الميكروبات في الأطعمة تقتل سنوياً (80) مليون شخص في العالم. ولهذا قررت أمريكا إيقاف استعمال بعض المواد الحافظة في الطعام مثل «بروميد المثيل» الذي يستخدم في حفظ الفواكه المجففة والقمح وغيرها.

وحديثاً انتشرت فكرة الأغذية المعدلة وراثياً بعد التطورات الهائلة التي حدثت في عالم الهندسة الوراثية، بهدف تحسين الإنتاج وزيادة المحاصيل والحصول على الربح الوفير. وقد لقيت هذه الأبحاث في البداية ترحيباً من المسؤولين في أمريكا وأوروبا، إلا أن رئيس الوزارة البريطانية شدد على عدم التسويق للأغذية المعدلة وراثياً، واعتبرها سابقة لأوانها بعد تزايد التحذيرات من المخاطر التي يمكن أن تنطوي عليها، كما ظهرت دعوات مماثلة في أمريكا تحذر من الانخراط في مثل تلك المشروعات.





ملوثات البيئة سموم قاتلة

كما أن التلوث البيئي قد أصبح من أخطر المشكلات التي يهتم بها المجتمع الدولي. فتشير الإحصاءات العالمية إلى ازدياد مطرد في نسبة الإصابة بالأورام السرطانية نتيجة التوسع في دائرة استخدام المبيدات الحشرية، والأسمدة العضوية، ومكسبات الطعم واللون، إضافة إلى سوء تخزين المواد الغذائية خاصة الحبوب، إذ ينتج عنه بعض السموم الفطرية. ويصطلح على تسمية هذه السموم بالمسببات السرطانية. ومن هذه السموم ما يدعى أفلاتوكسينز (Afla Toxins) وغيره.



وصايا صحية للحياة اليومية

1ـ حافظ على وجبة الإفطار: فبعض الناس يهمل وجبة الإفطار لئلا يزيد وزنه، أو لأنه في عجلة من أمره، وهذا أمر غير صحي. وليس من الحكمة أن يكون الإفطار طعاماً ثقيلاً كإفطار العديد من الأمريكيين الذين يتناولون المقالي والسجق (النقانق) والبيض المقلي في الصباح. واجعل في إفطارك شيئاً من الحبوب كالقمح والشوفان، والزيتون، ولبن الزبادي وعليه شيء من زيت الزيتون.

2ـ تناول الطعام الذي تحضره زوجتك في البيت. اجلس مع زوجتك وأولادك، وتناول الطعام الصحي بهدوء ودون انفعالات.

3ـ تجنب المعلبات، والأطعمة الجاهزة أو سريعة التحضير، والوجبات السريعة (كالهامبورجر) وأشباهها.

4ـ تجنب الحلويات والشيوكولاته والمربيات.

5ـ حاول أن تأكل السكريات المعقدة Complex Carbohydrates الموجودة في الحبوب كالقمح غير المقشور، والرز الكامل، والحمص والعدس والفول والفواكه والتمر والتين.

6ـ قلل من سكر الطعام قدر الإمكان، واستعمل العسل في تحلية بعض الأطعمة بدلاً من سكر الطعام، واستعمل التمر بدلاً من الحلوى.

7ـ قلل من اللحوم قدر الإمكان.

8ـ تناول وجبتين من السمك في الأسبوع، ويفضل تناول السمك المشوي بدلاً من المقلي.

9ـ تجنب الأطعمة المقلية بشكل عام فهي غنية بالدهون المشبعة السيئة للجسم، وينبغي عدم تكرار استعمال الزيت في قلي الطعام أكثر من مرتين.

10ـ استخدم الخل في السلطات وفي غسل الخضراوات، فهو مادة معقمة تقتل الجراثيم كما يمكن أن يعقم الأسنان واللثة، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال: «نعم الإدام الخل» و«خل التفاح» هو أفضل أنواع الخل.

11ـ استخدم المنتجات الحاوية على حليب الصويا، فهو مستخلص من نبات الصويا ولا يحتوي على دهون سيئة.

12ـ أفضل الزيوت زيت الزيتون وزيت الذرة.

13ـ عند شرائك الأطعمة المعبأة اقرأ المحتويات، وحاول تجنب تلك أو على «الزيوت المهدرجة».

14ـ استخدم كمية قليلة من عسل النحل، فالكميات الكبيرة منه يمكن أن تؤدي إلى البدانة.



وصايا لربات البيوت

1ـ استخدمي أواني الطهو المصنوعة من Staninless Steel، وينبغي تجنب الأواني الحاوية على الألمنيوم، فهي تتفاعل مع بعض أنواع الطعام، وتتهم بأنها يمكن أن تزيد من حدوث الخرف المبكر وهو ما يسمى بمرض الزهايمر، حيث إن مركبات الألمنيوم يمكن أن تترسب في الدماغ. كما ينبغي تجنب الأواني المصنوعة من الفضة والنحاس فهي يمكن أن تتفاعل مع الطعام.

2ـ رغم أن الدراسات لم تثبت حتى الآن بشكل جازم ضرر (الميكروييف) إلا أنه يستحسن الإقلال من استعماله قدر الإمكان، فلا ندري ماذا ستخبىء دراسات المستقبل من مفاجآت!

3ـ استعملي الصابون المصنوع من زيت الزيتون بدلاً من الصوابين الأخرى.

4ـ حاولي استخدام كل ماهو طبيعي وبسيط دون تكلف أو مشقة.


للافادة منقولة من مجلة الدكتور حسان شمسي باشا