وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
+4
نور الهدى
أبو مصطفي
أم سلوان
روضة
8 مشترك
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
- روضةالمراقبة العامة
الجنس :
عدد المساهمات : 5507
العمل/الترفيه : الانترنت
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
الثلاثاء يونيو 22, 2010 12:34 am
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :
نتابع مع مشروعنا لهذا العام مشروع الاستعداد لرمضان
و مع صفحات من كتاب
لماذا ( صفحات من كتاب ) ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد،،
قال صلى الله عليه وسلم "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة" [رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني]
وقال تعالى { فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } [التوبة122]
وقال صلى الله عليه وسلم " ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله وما والاه ، وعالم ، أو متعلم" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
وبعد فإن القراءة من أهم الأسباب الموصلة للعلم ويصدق ذلك أن أول ما أُنزِلَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [سورة العلق/5:1] كما روت أمنا عائشة ر ضي الله عنها
أول أمر لحبيبنا صلى الله عليه وسلم كان إقرأ ، فنحن أمة إقرأ
فلماذا هجرنا القراءة والكتب واتجهنا إلى الشرائط الصوتية لنستقي منها علومنا ؟؟
لماذا هجرنا الصاحب المؤنس في الوحشة والرفيق في الغربة ، الذي لا يمدحنا ولا يذمنا ، ولا يغشنا ولا يسبنا
هجرنا الكتاب الذي هو نِعم الصديق (إن صَلُحَ)
حتى إن بعضنا هجر اشرف كتاب _ القرآن الكريم_ كلام رب العالمين نسأل الله العافية
ومن أجل إحياء هذه العادة الفضيلة والتي نسيها أكثرنا كان هذا الركن _ صفحات من كتاب_
نعرض فيه مقالات تعريفية ببعض الكتب التي نظن أن فيها النفع الكثير ، والتي تساعد على انتقاء كل منا للكتاب الذي يريد أن يقرؤه
كما أنها أيضًا وسيلة لتحصيل بعض فوائد الكتاب لمن ضاق وقته عن القراءة
نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما في هذا الركن
اولا : اخترنا أثر الغيبة في الصوم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد ،،
مع بداية هذا الشهر الفضيل لابد من التنبيه إلى بعض المنكرات التي تُؤَثِّرُ على صيامنا ، ومن هذه المنكرات الغيبة . فعن الحسن بن وهب الجُمَحي قاضي مكة قال: " وقعت في رجل من أهل مكة ، حتى قلت: إنه مُخَنَّث " ، فصليت الظهر ؛ فعرض في قلبي شيء ، فسألت عطاء بن أبي رباح ، فقال: " يعيد وضُوءه ، وصلاته ، وصومه " .
وعن الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب: أن رجلاً أتى إلى ابن أبي زكريا ، فقال: " يا أبا يحيي ! أشعرت أن فلاناً دخل على فلانة ؟ " قال: " حلال طيب " ، قال: " إنه دخل معه برجل " ، فقال ابن أبي زكريا: " إنا لله ! فقد وقع في نفسك لأخيك هذا ؟! حرج عليك بالله أن تكلمني بمثل هذا " ، فلما دنا من باب المسجد قال: " والله لا تدخل حتى ترجع ، فتوضأ مما قلت " .
وعن أبي صالح أنه أنشد بيت شعر فيه هجاء ، فدعا بماء فتمضمض .
وعن رجاء بن أبي سلمة قال: قلت لمجاهد: ( يا أبا الحجاج ؛ الغيبة تنقض الوضوء ؟ ) ، قال: نعم ، وتفطر الصائم .
وعن أبي المتوكل الناجي قال: " كان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا ، جلسوا في المسجد ، قالوا: نطهر صيامنا ".
وعن طليق بن قيس قال: قال أبو ذر –رضي الله عنه- : "إذا صمت فتحفظ ما استطعت" ، فكان طليق إذا كان يوم صيامه دخل ، فلم يخرج إلا إلى صلاة .
وعن مجاهد قال: (( ما أصاب الصائم شوى، إلا الغيبة والكذب )) ، وعنه قال: (( من أحب أن يسلم له صومه ؛ فليتجنب الغيبة والكذب )) .
وعن حفصة بنت سيرين قالت: "الصيام جُنَّة ، ما لم يخرقها صاحبها ، وخرقها الغيبة".
وعن ميمون بن مهران: " إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب " .
وعن عَبيدة السلماني قال: " اتقوا المُفْطِرَيْن : الغيبة ، والكذب " .
وعن أبي العالية قال: " الصائم في عبادة ما لم يغتب ، وإن كان نائمًا على فراشه " .
وقال الشاعر في هذا المعنى:-
واعلمْ بأنك لا تكونُ تصومهُ حتى تكونَ تصومُهُ وتصونُه.
وقال آخر:
إذا لـم يكن في السمـع مني تَصَوُّنٌ وفي بصـري غَضٌ ، وفي منطقي صَمْتُ.
فحظي إذاً من صومي الجوعُ والظمأ وإن قلتُ: " إني صمتُ يومًا " فما صُمْتُ.
وقال الإمام ابن حزم –رحمه الله- :
( ويُبطِل الصومَ أيضًا تعمُّدُ كلِّ معصية – أي معصية كانت – لا تحاش شيئًا – إذا فعلها عامدًا ذاكرًا لصومه كمباشرة من لا يحل له ... ) إلى أن قال: ( أو كذب ، أو غيبة ، أو نميمة ، أو تعمد ترك صلاة ، أو ظلم ، أو غير ذلك من كل ما حرم على المرء فعله ) " المحلى " (6/177) .
وقد استدل بقوله صلى الله عليه وسلم : " والصيام جُنَّة ، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرقث ولا يصخب " رواه البخاري ( 1904) ، ومسلم ( 1151) .
وبقوله صلى الله عليه وسلم : "من لم يدع قول الزور والعمل بهِ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري (1903) .
وبما رُوي أنه صلى الله عليه وسلم أتى على امرأتين صائمتين تغتابان الناس ، فقال لهما: " قيئا " فقاءتا قيحًا ودمًا ولحمًا عبيطًا ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : " ها ، إن هاتين صامتا عن الحلال ، وأفطرتا على الحرام" رواه الإمام أحمد (5/431) من رواية عبيد ، والطيالسي من حديث أنس ، وأشار في ( الترغيب ) إلى ضعفه (3/507) .
وقال الإمام النووي –رحمه الله تعالى-: ( ... فلو اغتاب في صومه عصى ، ولم يبطل صومه عندنا ، وبه قال مالك ، وأبو حنيفة ، وأحمد ، والعلماء كافة إلا الأوزاعي ، فقال: يبطل الصوم بالغيبة ، ويجب قضاؤه ) "المجموع" (6/398) .
وقد استدل الإمام الأوزاعي –رحمه الله- بقوله صلى الله عليه وسلم : " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع " رواه من حديث أبي هريرة ابن ماجه (1/539) .، وبأدلة ابن حزم ، وقال النووي: " وأجاب أصحابنا عن هذه الأحاديث ... بأن المراد أن كمال الصوم وفضيلته المطلوبة إنما يكون بصيانته عن اللغو والكلام الرديء ، لا أن الصوم يبطل به " " المجموع " (6/399) .
اللهم اختم لنا بخير واجعل عاقبة أمورنا كلها إلى خير وصلى الله على الهادي البشير أفضل من صلى وتصدق وصام وحج وقام وعلى آله وصحبه والتابعين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا جواد يا كريم والحمد لله الذي به تتم الصالحات وتفرج الكربات وتغفر الذنوب والزلات.
مصدر المقال : بين يدي رمضان
تابعونا باذن الله
يتبع......
نتابع مع مشروعنا لهذا العام مشروع الاستعداد لرمضان
و مع صفحات من كتاب
لماذا ( صفحات من كتاب ) ؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد،،
قال صلى الله عليه وسلم "من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة" [رواه الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني]
وقال تعالى { فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } [التوبة122]
وقال صلى الله عليه وسلم " ألا إن الدنيا ملعونة ملعون ما فيها ، إلا ذكر الله وما والاه ، وعالم ، أو متعلم" [رواه الترمذي وصححه الألباني]
وبعد فإن القراءة من أهم الأسباب الموصلة للعلم ويصدق ذلك أن أول ما أُنزِلَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [سورة العلق/5:1] كما روت أمنا عائشة ر ضي الله عنها
أول أمر لحبيبنا صلى الله عليه وسلم كان إقرأ ، فنحن أمة إقرأ
فلماذا هجرنا القراءة والكتب واتجهنا إلى الشرائط الصوتية لنستقي منها علومنا ؟؟
لماذا هجرنا الصاحب المؤنس في الوحشة والرفيق في الغربة ، الذي لا يمدحنا ولا يذمنا ، ولا يغشنا ولا يسبنا
هجرنا الكتاب الذي هو نِعم الصديق (إن صَلُحَ)
حتى إن بعضنا هجر اشرف كتاب _ القرآن الكريم_ كلام رب العالمين نسأل الله العافية
ومن أجل إحياء هذه العادة الفضيلة والتي نسيها أكثرنا كان هذا الركن _ صفحات من كتاب_
نعرض فيه مقالات تعريفية ببعض الكتب التي نظن أن فيها النفع الكثير ، والتي تساعد على انتقاء كل منا للكتاب الذي يريد أن يقرؤه
كما أنها أيضًا وسيلة لتحصيل بعض فوائد الكتاب لمن ضاق وقته عن القراءة
نسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما في هذا الركن
اولا : اخترنا أثر الغيبة في الصوم
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد ،،
مع بداية هذا الشهر الفضيل لابد من التنبيه إلى بعض المنكرات التي تُؤَثِّرُ على صيامنا ، ومن هذه المنكرات الغيبة . فعن الحسن بن وهب الجُمَحي قاضي مكة قال: " وقعت في رجل من أهل مكة ، حتى قلت: إنه مُخَنَّث " ، فصليت الظهر ؛ فعرض في قلبي شيء ، فسألت عطاء بن أبي رباح ، فقال: " يعيد وضُوءه ، وصلاته ، وصومه " .
وعن الضحاك بن عبد الرحمن بن أبي حوشب: أن رجلاً أتى إلى ابن أبي زكريا ، فقال: " يا أبا يحيي ! أشعرت أن فلاناً دخل على فلانة ؟ " قال: " حلال طيب " ، قال: " إنه دخل معه برجل " ، فقال ابن أبي زكريا: " إنا لله ! فقد وقع في نفسك لأخيك هذا ؟! حرج عليك بالله أن تكلمني بمثل هذا " ، فلما دنا من باب المسجد قال: " والله لا تدخل حتى ترجع ، فتوضأ مما قلت " .
وعن أبي صالح أنه أنشد بيت شعر فيه هجاء ، فدعا بماء فتمضمض .
وعن رجاء بن أبي سلمة قال: قلت لمجاهد: ( يا أبا الحجاج ؛ الغيبة تنقض الوضوء ؟ ) ، قال: نعم ، وتفطر الصائم .
وعن أبي المتوكل الناجي قال: " كان أبو هريرة وأصحابه إذا صاموا ، جلسوا في المسجد ، قالوا: نطهر صيامنا ".
وعن طليق بن قيس قال: قال أبو ذر –رضي الله عنه- : "إذا صمت فتحفظ ما استطعت" ، فكان طليق إذا كان يوم صيامه دخل ، فلم يخرج إلا إلى صلاة .
وعن مجاهد قال: (( ما أصاب الصائم شوى، إلا الغيبة والكذب )) ، وعنه قال: (( من أحب أن يسلم له صومه ؛ فليتجنب الغيبة والكذب )) .
وعن حفصة بنت سيرين قالت: "الصيام جُنَّة ، ما لم يخرقها صاحبها ، وخرقها الغيبة".
وعن ميمون بن مهران: " إن أهون الصوم ترك الطعام والشراب " .
وعن عَبيدة السلماني قال: " اتقوا المُفْطِرَيْن : الغيبة ، والكذب " .
وعن أبي العالية قال: " الصائم في عبادة ما لم يغتب ، وإن كان نائمًا على فراشه " .
وقال الشاعر في هذا المعنى:-
واعلمْ بأنك لا تكونُ تصومهُ حتى تكونَ تصومُهُ وتصونُه.
وقال آخر:
إذا لـم يكن في السمـع مني تَصَوُّنٌ وفي بصـري غَضٌ ، وفي منطقي صَمْتُ.
فحظي إذاً من صومي الجوعُ والظمأ وإن قلتُ: " إني صمتُ يومًا " فما صُمْتُ.
وقال الإمام ابن حزم –رحمه الله- :
( ويُبطِل الصومَ أيضًا تعمُّدُ كلِّ معصية – أي معصية كانت – لا تحاش شيئًا – إذا فعلها عامدًا ذاكرًا لصومه كمباشرة من لا يحل له ... ) إلى أن قال: ( أو كذب ، أو غيبة ، أو نميمة ، أو تعمد ترك صلاة ، أو ظلم ، أو غير ذلك من كل ما حرم على المرء فعله ) " المحلى " (6/177) .
وقد استدل بقوله صلى الله عليه وسلم : " والصيام جُنَّة ، وإذا كان يومُ صومِ أحدكم فلا يرقث ولا يصخب " رواه البخاري ( 1904) ، ومسلم ( 1151) .
وبقوله صلى الله عليه وسلم : "من لم يدع قول الزور والعمل بهِ فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" رواه البخاري (1903) .
وبما رُوي أنه صلى الله عليه وسلم أتى على امرأتين صائمتين تغتابان الناس ، فقال لهما: " قيئا " فقاءتا قيحًا ودمًا ولحمًا عبيطًا ، ثم قال عليه الصلاة والسلام : " ها ، إن هاتين صامتا عن الحلال ، وأفطرتا على الحرام" رواه الإمام أحمد (5/431) من رواية عبيد ، والطيالسي من حديث أنس ، وأشار في ( الترغيب ) إلى ضعفه (3/507) .
وقال الإمام النووي –رحمه الله تعالى-: ( ... فلو اغتاب في صومه عصى ، ولم يبطل صومه عندنا ، وبه قال مالك ، وأبو حنيفة ، وأحمد ، والعلماء كافة إلا الأوزاعي ، فقال: يبطل الصوم بالغيبة ، ويجب قضاؤه ) "المجموع" (6/398) .
وقد استدل الإمام الأوزاعي –رحمه الله- بقوله صلى الله عليه وسلم : " رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع " رواه من حديث أبي هريرة ابن ماجه (1/539) .، وبأدلة ابن حزم ، وقال النووي: " وأجاب أصحابنا عن هذه الأحاديث ... بأن المراد أن كمال الصوم وفضيلته المطلوبة إنما يكون بصيانته عن اللغو والكلام الرديء ، لا أن الصوم يبطل به " " المجموع " (6/399) .
اللهم اختم لنا بخير واجعل عاقبة أمورنا كلها إلى خير وصلى الله على الهادي البشير أفضل من صلى وتصدق وصام وحج وقام وعلى آله وصحبه والتابعين وعنا معهم بعفوك وكرمك يا جواد يا كريم والحمد لله الذي به تتم الصالحات وتفرج الكربات وتغفر الذنوب والزلات.
مصدر المقال : بين يدي رمضان
تابعونا باذن الله
يتبع......
- روضةالمراقبة العامة
الجنس :
عدد المساهمات : 5507
العمل/الترفيه : الانترنت
رد: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
الثلاثاء يوليو 20, 2010 6:52 pm
الدواء النافع في حضور القلب
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد ،،
عندما يشتاق القلب تتغير أحواله، فتزداد ضرباته ويطير فرحًا للقاء حبيبه الغائب .. ولو كان قلبك مُشتاقًا لرمضان حبيبك ولنفحات خيراته، فلن يهدأ إلا باستقبال هذا الضيف الغالي وستجعل هذه الثلاثين ليلة تستمر طوال عمرك .. فتتعبد الله عز وجل فيها بكل ما أوتيت من قوة وتتقرَّب إليه سبحانه وتعالى في كل لحظة ..
اعلم أن المؤمن لابد أن يكون معظمًا لله عز وجل وخائفًا منه وراجيًا له ومستحييًا من تقصيره
فلا ينفك عن هذه الأحوال بعد إيمانه، وإن كانت قوتها بقدر قوة يقينه، فانفكاكه عنها في الصلاة لا سبب له إلا تفرق الفكر وتقسيم الخاطر وغيبة القلب عن المناجاة والغفلة عن الصلاة.
ولا يلهي عن الصلاة إلا الخواطر الواردة الشاغلة، فالدواء في إحضار القلب هو دفع تلك الخواطر ولا يُدفَع الشيء إلا بدفع سببه فلتعلم سببه. وسبب موارد الخواطر إما أن يكون أمرًا خارجًا أو أمرًا في ذاته باطنًا، أما الخارج فما يقرع السمع أو يظهر للبصر، فإن ذلك قد يختطف الهم حتى يتبعه ويتصرف فيه ثم تنجر منه الفكرة إلى غيره ويتسلسل، ويكون الإبصار سببًا للافتكار، ثم تصير بعض تلك الأفكار سببًا للبعض الآخر.
ومن قويت نيته وعلت همته لم يلهه ما جرى على حواسه
ولكن الضعيف لابد وأن يتفرّق به فكره، وعلاجه قطع هذه الأسباب بأن يغض بصره أو يصلي في بيت مظلم أو لا يترك بين يديه ما يشغل حسه وبقرب من حائط عند صلاته حتى لا تتسع مسافة بصره، ويحترز من الصلاة على الشوارع وفي المواضع المنقوشة المصنوعة وعلى الفرش المصبوغة، ولذلك كان المتعبدون يتعبدون في بيت صغير مظلم سعته قدر السجود ليكون ذلك أجمع للهمم.
والأقوياء منهم كانوا يحضرون المساجد ويغضون البصر ولا يجاوزون به موضع السجود ويرون كمال الصلاة في أن لا يعرفوا من على يمينهم وشمالهم، وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يدع في موضع الصلاة مصحفًا ولا سيفًا إلا نزعه ولا كتابًا إلا محاه.
وأما الأسباب الباطنة فهي أشد فإن من تشعبت به الهموم في أودية الدنيا لا ينحصر فكره في فن واحد بل لا يزال يطير من جانب إلى جانب، وغض البصر لا يغنيه، فإن ما وقع في القلب من قبلُ كافٍ للشغل، فهذا طريقه أن يرد النفس قهرًا إلى فهم ما يقرؤه في الصلاة ويشغلها به عن غيره، ويعينه على ذلك أن يستعد له قبل التحريم بأن يحدد على نفسه ذكر الآخرة وموقف المناجاة وخطر المقام بين يدي الله سبحانه وهو المطلع، ويفرغ قلبه قبل التحريم بالصلاة عما يهمه فلا يترك لنفسه شغلاً يلتفت إليه خاطره.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن طلحة: "إني نسيت أن أقول لك أن تخمر القدْر الذي في البيت، فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل الناس عن صلاتهم" رواه أبو داود في صحيحه،
فهذا طريق تسكين الأفكار، فإن كان لا يسكن هوائج أفكاره بهذا الدواء المسكن، فلا ينجيه إلا المسهل الذي يقمع مادة الداء من أعماق العروق، وهو أن ينظر في الأمور الصارفة الشاغلة عن إحضار القلب، ولاشك أنها تعود إلى مهماته، وأنها إنما صارت مهمات لشهواته، فيعاقب بها نفسه بالنزوع عن تلك الشهوات وقطع تلك العلائق، فكل ما يشغله عن صلاته فهو ضد دينه ومن جند إبليس عدوِّه، فإمساكه أضر عليه من إخراجه فيتخلص منه بإخراجه.
كما روي أنه صلى الله عليه وسلم لما لبس الخميصة التي أتاه بها أبو جهم وعليها علَمٌ وصلى بها نزعها بعد صلاته، وقال صلى الله عليه وسلم: "اذهبوا بها إلى أبي جهم فإنها ألهتني عن صلاتي وائتوني بأنْبَجَانية أبي جهم" متفق عليه، وأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام بتجديد شراك نعله ثم نظر إليه في صلاته إذ كان جديدًا فأمر أن ينزع منها ويردَّ الشراك الخلق" أخرجه ابن المبارك في الزهد مرسلاً بإسناد صحيح.
فأما ما ذكرناه من التلطف بالتسكين والرد إلى فهم الذكر فذلك ينفع الشهوات الضعيفة والهمم التي لا تشغل إلا حواشي القلب.
فأما الشهوة القوية المرهقة فلا ينفع فيها التسكين بل لا تزال تجاذبها وتجاذبك ثم تغلبك وتنقضي صلاتك في شغل المجاذبة.
ومثاله: رجل تحت شجرة أراد أن يصفو له فكره وكانت أصوات العصافير تهوش عليه، فلم يزل يطيرها بخشبة في يده ويعود إلى فكره فتعود العصافير فيعود إلى التنفير بالخشبة، فقيل له: إن أردت الخلاص فاقطع الشجرة، فكذلك شجرة الشهوات إذا تشعبت وتفرعت أغصانها انجذبت إليها الأفكار انجذاب العصافير إلى الأشجار وانجذاب الذباب إلى الأقذار، والشغل يطول في دفعها، فإن الذباب كلما ذُبّّ آب، ولأجله سمي ذبابًا، فكذلك الخواطر، وهذه الشهوات كثيرة وقلما يخلو العبد عنها ويجمعها أصل واحد وهو حب الدنيا، وذلك رأس كل خطيئة وأساس كل نقصان ومنبع كل فساد.
ومن انطوى باطنه على حب الدنيا حتى مال إلى شيء منها لا ليتزود ولا ليستعين بها على الآخرة فلا يطمَعَنَّ في أن تصفو له لذة المناجاة في الصلاة، فإن من فرح بالدنيا لا يفرح بالله سبحانه وبمناجاته.
وهمة الرجل مع قرة عينه، فإن كانت قرة عينه في الدنيا انصرف لا محالة إليها همه، ولكن مع هذا فلا ينبغي أن يترك المجاهدة ورد القلب إلى الصلاة وتقليل الأسباب الشاغلة، فهذا هو الدواء ولمرارته استبشعته الطباع وبقيت العلة مزمنة وصار الداء عُضالاً، حتى إن الأكابر اجتهدوا أن يصلوا ركعتين لا يُحَدّثون أنفسهم فيها بأمور الدنيا فعجزوا عن ذلك، فإذن لا مطمع فيه لأمثالنا، وليته سلم لنا من الصلاة شطرها أو ثلثها من الوساوس لتكون ممن خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا.
وعلى الجملة فهمة الدنيا وهمة الآخرة في القلب مثل الماء الذي يصب في قدح مملوء بخلّ، فبقدر ما يدخل فيه الماء يخرج من الخل لا محالة ولا يجتمعان.
وهذا زمان التفرُّغ لعبادة الله جلَّ وعلا .. ومهما إنشغلت عن عبادته بالدنيا، فستظل فقيرًا مُحتاجًا ولن تشعر أبدًا براحة البال.
مصدر المقال: القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان.الحكمة من الصيام
التالي >لك الأكل و الشرب حتى يفرغ من الأذان
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن والاه ..
أما بعد ،،
عندما يشتاق القلب تتغير أحواله، فتزداد ضرباته ويطير فرحًا للقاء حبيبه الغائب .. ولو كان قلبك مُشتاقًا لرمضان حبيبك ولنفحات خيراته، فلن يهدأ إلا باستقبال هذا الضيف الغالي وستجعل هذه الثلاثين ليلة تستمر طوال عمرك .. فتتعبد الله عز وجل فيها بكل ما أوتيت من قوة وتتقرَّب إليه سبحانه وتعالى في كل لحظة ..
اعلم أن المؤمن لابد أن يكون معظمًا لله عز وجل وخائفًا منه وراجيًا له ومستحييًا من تقصيره
فلا ينفك عن هذه الأحوال بعد إيمانه، وإن كانت قوتها بقدر قوة يقينه، فانفكاكه عنها في الصلاة لا سبب له إلا تفرق الفكر وتقسيم الخاطر وغيبة القلب عن المناجاة والغفلة عن الصلاة.
ولا يلهي عن الصلاة إلا الخواطر الواردة الشاغلة، فالدواء في إحضار القلب هو دفع تلك الخواطر ولا يُدفَع الشيء إلا بدفع سببه فلتعلم سببه. وسبب موارد الخواطر إما أن يكون أمرًا خارجًا أو أمرًا في ذاته باطنًا، أما الخارج فما يقرع السمع أو يظهر للبصر، فإن ذلك قد يختطف الهم حتى يتبعه ويتصرف فيه ثم تنجر منه الفكرة إلى غيره ويتسلسل، ويكون الإبصار سببًا للافتكار، ثم تصير بعض تلك الأفكار سببًا للبعض الآخر.
ومن قويت نيته وعلت همته لم يلهه ما جرى على حواسه
ولكن الضعيف لابد وأن يتفرّق به فكره، وعلاجه قطع هذه الأسباب بأن يغض بصره أو يصلي في بيت مظلم أو لا يترك بين يديه ما يشغل حسه وبقرب من حائط عند صلاته حتى لا تتسع مسافة بصره، ويحترز من الصلاة على الشوارع وفي المواضع المنقوشة المصنوعة وعلى الفرش المصبوغة، ولذلك كان المتعبدون يتعبدون في بيت صغير مظلم سعته قدر السجود ليكون ذلك أجمع للهمم.
والأقوياء منهم كانوا يحضرون المساجد ويغضون البصر ولا يجاوزون به موضع السجود ويرون كمال الصلاة في أن لا يعرفوا من على يمينهم وشمالهم، وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يدع في موضع الصلاة مصحفًا ولا سيفًا إلا نزعه ولا كتابًا إلا محاه.
وأما الأسباب الباطنة فهي أشد فإن من تشعبت به الهموم في أودية الدنيا لا ينحصر فكره في فن واحد بل لا يزال يطير من جانب إلى جانب، وغض البصر لا يغنيه، فإن ما وقع في القلب من قبلُ كافٍ للشغل، فهذا طريقه أن يرد النفس قهرًا إلى فهم ما يقرؤه في الصلاة ويشغلها به عن غيره، ويعينه على ذلك أن يستعد له قبل التحريم بأن يحدد على نفسه ذكر الآخرة وموقف المناجاة وخطر المقام بين يدي الله سبحانه وهو المطلع، ويفرغ قلبه قبل التحريم بالصلاة عما يهمه فلا يترك لنفسه شغلاً يلتفت إليه خاطره.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان بن طلحة: "إني نسيت أن أقول لك أن تخمر القدْر الذي في البيت، فإنه لا ينبغي أن يكون في البيت شيء يشغل الناس عن صلاتهم" رواه أبو داود في صحيحه،
فهذا طريق تسكين الأفكار، فإن كان لا يسكن هوائج أفكاره بهذا الدواء المسكن، فلا ينجيه إلا المسهل الذي يقمع مادة الداء من أعماق العروق، وهو أن ينظر في الأمور الصارفة الشاغلة عن إحضار القلب، ولاشك أنها تعود إلى مهماته، وأنها إنما صارت مهمات لشهواته، فيعاقب بها نفسه بالنزوع عن تلك الشهوات وقطع تلك العلائق، فكل ما يشغله عن صلاته فهو ضد دينه ومن جند إبليس عدوِّه، فإمساكه أضر عليه من إخراجه فيتخلص منه بإخراجه.
كما روي أنه صلى الله عليه وسلم لما لبس الخميصة التي أتاه بها أبو جهم وعليها علَمٌ وصلى بها نزعها بعد صلاته، وقال صلى الله عليه وسلم: "اذهبوا بها إلى أبي جهم فإنها ألهتني عن صلاتي وائتوني بأنْبَجَانية أبي جهم" متفق عليه، وأمر رسول الله عليه الصلاة والسلام بتجديد شراك نعله ثم نظر إليه في صلاته إذ كان جديدًا فأمر أن ينزع منها ويردَّ الشراك الخلق" أخرجه ابن المبارك في الزهد مرسلاً بإسناد صحيح.
فأما ما ذكرناه من التلطف بالتسكين والرد إلى فهم الذكر فذلك ينفع الشهوات الضعيفة والهمم التي لا تشغل إلا حواشي القلب.
فأما الشهوة القوية المرهقة فلا ينفع فيها التسكين بل لا تزال تجاذبها وتجاذبك ثم تغلبك وتنقضي صلاتك في شغل المجاذبة.
ومثاله: رجل تحت شجرة أراد أن يصفو له فكره وكانت أصوات العصافير تهوش عليه، فلم يزل يطيرها بخشبة في يده ويعود إلى فكره فتعود العصافير فيعود إلى التنفير بالخشبة، فقيل له: إن أردت الخلاص فاقطع الشجرة، فكذلك شجرة الشهوات إذا تشعبت وتفرعت أغصانها انجذبت إليها الأفكار انجذاب العصافير إلى الأشجار وانجذاب الذباب إلى الأقذار، والشغل يطول في دفعها، فإن الذباب كلما ذُبّّ آب، ولأجله سمي ذبابًا، فكذلك الخواطر، وهذه الشهوات كثيرة وقلما يخلو العبد عنها ويجمعها أصل واحد وهو حب الدنيا، وذلك رأس كل خطيئة وأساس كل نقصان ومنبع كل فساد.
ومن انطوى باطنه على حب الدنيا حتى مال إلى شيء منها لا ليتزود ولا ليستعين بها على الآخرة فلا يطمَعَنَّ في أن تصفو له لذة المناجاة في الصلاة، فإن من فرح بالدنيا لا يفرح بالله سبحانه وبمناجاته.
وهمة الرجل مع قرة عينه، فإن كانت قرة عينه في الدنيا انصرف لا محالة إليها همه، ولكن مع هذا فلا ينبغي أن يترك المجاهدة ورد القلب إلى الصلاة وتقليل الأسباب الشاغلة، فهذا هو الدواء ولمرارته استبشعته الطباع وبقيت العلة مزمنة وصار الداء عُضالاً، حتى إن الأكابر اجتهدوا أن يصلوا ركعتين لا يُحَدّثون أنفسهم فيها بأمور الدنيا فعجزوا عن ذلك، فإذن لا مطمع فيه لأمثالنا، وليته سلم لنا من الصلاة شطرها أو ثلثها من الوساوس لتكون ممن خلط عملاً صالحًا وآخر سيئًا.
وعلى الجملة فهمة الدنيا وهمة الآخرة في القلب مثل الماء الذي يصب في قدح مملوء بخلّ، فبقدر ما يدخل فيه الماء يخرج من الخل لا محالة ولا يجتمعان.
وهذا زمان التفرُّغ لعبادة الله جلَّ وعلا .. ومهما إنشغلت عن عبادته بالدنيا، فستظل فقيرًا مُحتاجًا ولن تشعر أبدًا براحة البال.
مصدر المقال: القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان.الحكمة من الصيام
التالي >لك الأكل و الشرب حتى يفرغ من الأذان
- أم سلوانAdmin
الجنس :
عدد المساهمات : 5571
العمل/الترفيه : القراءة والأشغال اليدوية
رد: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
الثلاثاء يوليو 20, 2010 7:42 pm
عندما يشتاق القلب تتغير أحواله، فتزداد ضرباته ويطير فرحًا للقاء حبيبه الغائب .. ولو كان قلبك مُشتاقًا لرمضان حبيبك ولنفحات خيراته، فلن يهدأ إلا باستقبال هذا الضيف الغالي وستجعل هذه الثلاثين ليلة تستمر طوال عمرك .. فتتعبد الله عز وجل فيها بكل ما أوتيت من قوة وتتقرَّب إليه سبحانه وتعالى في كل لحظة ..
وهذا زمان التفرُّغ لعبادة الله جلَّ وعلا .. ومهما إنشغلت عن عبادته بالدنيا، فستظل فقيرًا مُحتاجًا ولن تشعر أبدًا براحة البال.
بارك الله فيك اختي روضة والله مقال جميل جدا
رد: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
الثلاثاء يوليو 20, 2010 10:47 pm
وهذا زمان التفرُّغ لعبادة الله جلَّ وعلا .. ومهما إنشغلت عن
عبادته بالدنيا، فستظل فقيرًا مُحتاجًا ولن تشعر أبدًا براحة البال.
الله يجازيك الخير يا اهلا للخير فانت تستحقي الخير كله
- روضةالمراقبة العامة
الجنس :
عدد المساهمات : 5507
العمل/الترفيه : الانترنت
رد: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
الأربعاء يوليو 28, 2010 6:06 pm
اللهم امين اخواتي العزيزات ام سلوان و نور الهدى كل عام واتنم بخير شاكرة مروركم الرائع
لك الأكل و الشرب حتى يفرغ من الأذان
الله أكبر الله أكبر .. الله أكبر الله أكبر
ذهب حسان لكوب الماء سريعًا ليشرب, يا حسان الأذان يؤذن دع عنك الماء...
حسان : لك الأكل والشرب حتى يفرغ الأذان .
هذا بفعله قد أفسد صومه , خاصة إذا كان المؤذن دقيقًا في توقيته للأذان. فالله تعالى قد شرع وقت الإمساك عند دخول الصبح { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [ البقرة/187]
وقال صلى الله عليه و سلم : "إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" رواه الشيخان
وحتى في الآية والحديث غائبة أي لكم الأكل والشرب إلى وقت الصبح
إلا أن هناك مسألة لابد من بيانها في هذا المقام وهي أن للمسلم أن يشرب ما في يده إذا أذن المؤذن والإناء معه , لقوله صلى الله عليه و سلم "إذا سمع أحدكم النداء والاناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه" أخرجه ابو داود و بن جرير و الحاكم و البيهقي و غيرهم و له شواهد كثيرة
ويضاف إلى ما قد سبق أيضًا أن للمسلم أن يأكل ويشرب بعد الأذان إذا كان المؤذن يؤذن قبل الفجر فهذا الأذان لا عبرة به فلا يحرم على الصائم شيئًا أباحه الله له وقت الإفطار وكذلك لا تشرع به صلاة لأنه متقدم عن وقته
قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى :
( .. إذا كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر كما كان بلال يؤذن قبل طلوع الفجر على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وكما يؤذن المؤذنون في دمشق قبل طلوع الفجر فلا بأس بالأكل والشرب بعد ذلك بزمن يسير)
و قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى :
(الأذان لصلاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله , فإذا كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الانسان أن يمسك بمجرد سماع النداء لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول "إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر" رواه الشيخان
فإن كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه .)
و قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في جواب شامل حول هذه المسألة و ما يتعلق بها :
(الواجب على المؤمن أن يمسك عن المفطرات من الأكل و الشرب وغيرهما إذا تبين له طلوع الفجر وكان الصوم فريضة كرمضان وكصوم النذر والكفارات لقول الله عز وجل { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ } [البقرة/187]
فإذا سمع الأذان و علم أنه يؤذن على الفجر وجب عليه الإمساك فإن كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر أو بعد الفجر فإن الأولى و الأحوط له أن يمسك إذا سمع الأذان ولا يضره إن شرب أو أكل شيئًا حين الأذان لأنه لم يعلم بطلوع الفجر .
و معلوم أن من كان داخل المدن التى فيها الأنوار الكهربائية فلا يستطيع أن يعلم طلوع الفجر بعينه وقت طلوع الفجر ولكن عليه أن يحتاط بالعمل بالأذان و التقويمات التي تحدد طلوع الفجر بالساعة والدقيقة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" رواه الترمذي وصححه الألباني
وقوله صلى الله عليه وسلم : "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" صحيح مسلم
والله ولى التوفيق .)
نسأل الله أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه وأن يتقبل منا صالح الأعمال
من كتاب : مخالفات رمضان
التالي >وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُون
لك الأكل و الشرب حتى يفرغ من الأذان
الله أكبر الله أكبر .. الله أكبر الله أكبر
ذهب حسان لكوب الماء سريعًا ليشرب, يا حسان الأذان يؤذن دع عنك الماء...
حسان : لك الأكل والشرب حتى يفرغ الأذان .
هذا بفعله قد أفسد صومه , خاصة إذا كان المؤذن دقيقًا في توقيته للأذان. فالله تعالى قد شرع وقت الإمساك عند دخول الصبح { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} [ البقرة/187]
وقال صلى الله عليه و سلم : "إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" رواه الشيخان
وحتى في الآية والحديث غائبة أي لكم الأكل والشرب إلى وقت الصبح
إلا أن هناك مسألة لابد من بيانها في هذا المقام وهي أن للمسلم أن يشرب ما في يده إذا أذن المؤذن والإناء معه , لقوله صلى الله عليه و سلم "إذا سمع أحدكم النداء والاناء في يده فلا يضعه حتى يقضي حاجته منه" أخرجه ابو داود و بن جرير و الحاكم و البيهقي و غيرهم و له شواهد كثيرة
ويضاف إلى ما قد سبق أيضًا أن للمسلم أن يأكل ويشرب بعد الأذان إذا كان المؤذن يؤذن قبل الفجر فهذا الأذان لا عبرة به فلا يحرم على الصائم شيئًا أباحه الله له وقت الإفطار وكذلك لا تشرع به صلاة لأنه متقدم عن وقته
قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى :
( .. إذا كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر كما كان بلال يؤذن قبل طلوع الفجر على عهد النبي صلى الله عليه و سلم وكما يؤذن المؤذنون في دمشق قبل طلوع الفجر فلا بأس بالأكل والشرب بعد ذلك بزمن يسير)
و قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى :
(الأذان لصلاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله , فإذا كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الانسان أن يمسك بمجرد سماع النداء لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول "إن بلالاً يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر" رواه الشيخان
فإن كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه .)
و قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في جواب شامل حول هذه المسألة و ما يتعلق بها :
(الواجب على المؤمن أن يمسك عن المفطرات من الأكل و الشرب وغيرهما إذا تبين له طلوع الفجر وكان الصوم فريضة كرمضان وكصوم النذر والكفارات لقول الله عز وجل { وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ } [البقرة/187]
فإذا سمع الأذان و علم أنه يؤذن على الفجر وجب عليه الإمساك فإن كان المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر أو بعد الفجر فإن الأولى و الأحوط له أن يمسك إذا سمع الأذان ولا يضره إن شرب أو أكل شيئًا حين الأذان لأنه لم يعلم بطلوع الفجر .
و معلوم أن من كان داخل المدن التى فيها الأنوار الكهربائية فلا يستطيع أن يعلم طلوع الفجر بعينه وقت طلوع الفجر ولكن عليه أن يحتاط بالعمل بالأذان و التقويمات التي تحدد طلوع الفجر بالساعة والدقيقة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم : "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" رواه الترمذي وصححه الألباني
وقوله صلى الله عليه وسلم : "فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه" صحيح مسلم
والله ولى التوفيق .)
نسأل الله أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه وأن يتقبل منا صالح الأعمال
من كتاب : مخالفات رمضان
التالي >وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُون
- سارهمشرفة
الجنس :
عدد المساهمات : 2435
العمل/الترفيه : عمل الخير
رد: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
الأربعاء يوليو 28, 2010 11:31 pm
ب
بارك الله فيك اختي روضه
ورفع الله قدرك
وفرج همك
وبلغك شهر رمضان
الذي احبه ربك
ودمت لمن يحبك
بارك الله فيك اختي روضه
ورفع الله قدرك
وفرج همك
وبلغك شهر رمضان
الذي احبه ربك
ودمت لمن يحبك
- احمد طلبمشرف
الجنس :
عدد المساهمات : 3184
العمل/الترفيه : عبادة الله الواحد القهار
رد: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
الجمعة يوليو 30, 2010 11:37 am
- أم سلوانAdmin
الجنس :
عدد المساهمات : 5571
العمل/الترفيه : القراءة والأشغال اليدوية
رد: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
الجمعة يوليو 30, 2010 5:41 pm
- روضةالمراقبة العامة
الجنس :
عدد المساهمات : 5507
العمل/الترفيه : الانترنت
رد: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
الأحد أغسطس 01, 2010 9:56 am
وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
ثم أما بعد ،،
فقد قال تعالى: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [فصلت/35]
فبعض الخليقة تجعل من مواسم الطاعة مرتعًا لنيل اللذات بكل أنواعها، وهو مرتعٌ وخيمٌ على صاحبه، إذ به يخرج من الشهر كما دخل بل أفسد، وتزداد المسافة بينه وبين حقيقة قصد الآخرة، وتتكاثف غيوم الشهوات حائلةً بينه وبين الوصول إلى الله.
وإذا كان شهر رمضان هو شهر الصوم والصبر فما أحرانا أن نتذوق حقيقة الصبر لنتذوق حقيقة الصوم.
وأمامك أيها الساعي إلى الخيرات في هذا الشهر صبر عن المحارم، وصبر على الطاعات، ومع ذلك كله صبر على كل بلية تنالك.
وأنواع الصبر هذه هي أوسمة الولاية وقلادات الإمامة في الدين.
كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنما تُنال الإمامةُ في الدين بالصبر واليقين، واستدل بقول تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ } [السجدة/24]
قال ابن القيم رحمه الله في التهذيب : "فإنه لا خلاف بين أهل العلم أن أظهر معاني الصبر: حبس النفس على المكرمة وأنه من أصعب المنازل على العامة وأوحشها في طريق المحبة، وإنما كان صعبًا على العامة لأن العامي مبتدئ في الطريق وليس له دربة في السلوك وليس تهذيب المرتاض بقطع المنازل، فإذا أصابته المحن أدركه الجزع وصعب عليه احتمال البلاء وعز عليه وجدان الصبر لأنه ليس في أهل الرياضة فيكون مستوطنًا للصبر، ولا من أهل المحبة فيلتذ بالبلاء في رضا محبوبه…)أهـ.
مما نقلته لك تعلم أيها الحريص على النجاة أن شهر رمضان ميدانك الرحب لتمارس رياضة الصبر وأنت مُعانٌ في كل فجِ.
فعين الله تصنعك، والأبالسة في أصفادها ترمقك، ونفسك ستراها إلى الخير وثابة وعن الشر هيّابة، فلم يبقَ إلا أن تعالج الخطرات والوساوس الوالجات في حنايا قلبك، ليت شعري ما أشبه قلبك بالمريض في غرفة العناية المركزة، إنه محروم من كل طعام يفسد دورة علاجه، بل محروم من مخاطبة أقرب الأقربين لتتفرغ أجهزة جسمه للانتعاش واسترداد العافية، ثم إنه يتنفس هواءً معقمًا خاليًا من كل تلوث، وتدخل في شرايينه دماء نقية لتمده بأسباب القوة، ويُقَاسُ نبضه ودرجة حرارته كل حين ليتأكد الطبيب من تحسن وظائف جسمه، فما أحرى هذا القلب السقيم الذي أوبقته أوزاره، وتعطن بالشهوات، وتلوث بالشبهات، وترهل بمرور الشهور والدهور دون تزكية وتربية، ما أحراه أن يدخل غرفة العناية المركزية في شهور رمضان، فتكون كل إمدادات قوته مادة التقوى وإكسير المحبة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وطاعتهما.
فلتصدر مرسومًا على نفسك أن تلزم جناب الحشمة في هذا الشهر أمام شهوة البطن وغيره، فإن أعلنت عليك التمرد فلا تتردد في فرض الأحكام الاستثنائية وأصدر قرارًا باعتقال هذه النفس الناشز وأدخلها سجن الإرادة حتى تنقاد لأوامرك إذا صدرت، فإن ازداد تمردها وتجرأت في ثورتها فألهب ظهرها بسياط العزيمة وعنفها على مخالفتها أمرك وعصيانها إرادتك، فإن أبت إلا الشرود فلوّح لها بحكم الإعدام وأنها ليست عليك بعزيزة، فإن تمنعت إدلالاً وطمعًا في عطفك فلابد من تنفيذ حكم الإعدام في ميدان العشر الأواخر بحبسها في معتكف التهذيب حتى تتلاشى تلك النفس المتمردة وتفنى، وتتولد في تلك الليالي والأيام نفس جديدة وادعة مطمئنة تلين لك عند الطاعات إذا أمرتها، وتثور عليك عند المعاصي إذا راودتها، فقد وُلدت ولادة شرعية في مكان وزمان طاهرين ونشأت وتربَّت في كنف الصالحين، فلن تراها بعد ذلك إلا على الخير.
إنها ولادةٌ لنفس ذات إمامة في الدين، تنشأت على مهد الولاية، وترفِّت في سلك الرهبوت والتبتل.
أما كون الطاعة ذات حلاوة فيدل له قوله صلى الله عليه وسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً"رواه أحمد ومسلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن كان يحب المرء لا يحبه إلا لله، ومن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار" صحيح البخاري، ولما نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عن الوصال قالوا: إنك تواصل، قال: "إني لست كهيئتكم، إني أُطعم وأُسقى"البخاري ومسلم، وفي لفظ: "إني أظل عند ربي يُطعمني ويسقيني" صححه الألباني في صحيح ابن خزيمة وقال على شرط البخاري، وفي لفظ: "إن لي مُطعمًا يطعمني وساقيًا يسقيني" رواه أبو داوود وصححه الألباني .
قال ابن القيم: وقد غلُظَ حجاب من ظن أن هذا طعام وشراب حسي للفم، ثم قال: والمقصود أن ذوق حلاوة الإيمان والإحسان أمر يجده القلب تكون نسبته إليه كنسبة ذوق حلاوة الطعام إلى الفم.أهـ.
واعلم أولاً أيها السالك في مرضاة إلهك أن كلمات القوم في هذا الباب رسوم، وإرشاداتهم في هذا الباب عموم، ولا تبقى إلا الحقيقة الثابتة في نفسها، وهذه لا ينالها إلا من أناله الله إياها، ومن ذاق عرف، فكن من هذا على ذكر، لأننا سنسوق إليك كلامًا لا يفهمه غليظ الحجاب كثيف الرين، فإن استعصى عليك الفهم فلن نبادر إلى اتهام صلتك بالله، بل نقول أتمم قراءة الباب ونفذ ما سنوصيك به ثم أعد قراءة هذه السطور فإن وجدت الأمر كما وصفنا فاحمد الله الذي أذاقك طعم الإيمان وحلاوة الطاعة.
بدءًا يجب أن تعلم (أن الفكر لا يُحَدُّ واللسان لا يصمت، والجوارح لا تسكن، فإن لم تشغلها بالعظائم شُغلت بالصغائر وإن لم تُعملها في الخير عملتْ في الشر.
إن في النفوس ركونًا إلى اللين والهين ونفورًا عن المكروه والشاق، فارفع نفسك ما استطعت إلى النافع الشاق وروّضها وسُسها على المكروه الأحسن، حتى تألف جلائل الأمور وتطمح إلى معاليها، وحتى تنفر عن كل دنية وتربأ عن كل صغيرة، علِّمها التحليق تكره الإسفاف، عرِّفها العزة تنفر من الذل، أّذِقْها اللذات الروحية العظيمة تحقر اللذات الحسية الصغيرة) عبد الوهاب عزام عن الرقائق.
ودومًا نلح على علو الهمة باعتبارها عنصرًا جوهريًا في أي سعي عظيم، وأي سعي أعظم من سعي الآخرة، قال تعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً } [الإسراء/19]
ثم اعلم- علمت كل خير- أن حلاوة الطاعة ملاكها في جمع القلب والهم والسر على الله ويفسره ابن القيم قائلاً: هو عكوف القلب بكليته على الله عز وجل، لا يلتفت عنه يمنة ولا يسرة، فإذا ذاقت الهمة طعم هذا الجمع اتصل اشتياق صاحبها وتأججت نيران المحبة والطلب في قلبه.. ثم يقول: فلله همةُ نفس قطعت جميع الأكوان وسارت فما ألقت عصا السير إلا بين يدي الرحمن تبارك وتعالى فسجدت بين يديه سجدة الشكر على الوصول إليه، فلم تزل ساجدة حتى قيل لها: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي } [ الفجر/30:27]، فسبحان من فاوت- بين الخلق في- هممهم حتى ترى بين الهمتين أبعد ما بين المشرقين والمغربين بل أبعد مما بين أسفل سافلين وأعلى عليين، وتلك مواهب العزيز الحكيم: { ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [الجمعة/4] ثم يقول: وهكذا يجد لذة غامرة عند مناجاة ربه وأنسًا به وقربًا منه حتى يصير كأنه يخاطبه و يسامره، ويعتذر إليه تارة ويتملقه تارة ويثني عليه تارة حتى يبقى القلب ناطقًا بقوله: (أنت الله الذي لا إله إلا أنت) من غير تكلف له بذلك بل يبقى هذا حالاً له ومقامًا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه" البخاري ومسلم، وهكذا مخاطبته ومناجاته له، كأنه بين يدي ربه فيسكن جأشه ويطمئن قلبه فيزداد لهجًا بالدعاء والسؤال، تذللاً لله الغني سبحانه، وإظهار لفقر العبودية بين يدي عز الربوبية، فإن الرب سبحانه يحب من عبده أن يسأله ويرغب إليه، لأن وصول بره وإحسانه إليه موقوف على سؤاله، بل هو المتفضل به ابتداءً بلا سبب من العبد ولا توسط سؤاله، بل قدَّر له ذلك الفضل بلا سبب من العبد، ثم أمره بسؤال والطلب منه إظهارًا لمرتبة العبودية والفقر والحاجة واعترافًا بعز الربوبية وكمال غنى الرب وتفرده بالفضل والإحسان، وأن العبد لا غنى له عن فضله طرفة عين، فيأتي بالطلب والسؤال إتيان من يعلم أنه لا يستحق بطلبه وسؤال شيئًا، ولكن ربه تعالى يحب أن يُسأل ويُرغب إليه ويطلب منه.. ثم قال: فإذا تم هذا الذل للعبد: تم له العلم بأن فضل ربه سبق له ابتدءً قبل أن يخلقه، مع علم الله سبحانه تقصيره وأن الله تعالى لم يمنعه علمه بتقصير عبده أن يقدر له الفضل والإحسان، فإذا شاهد العبد ذلك اشتد سروره بربه وبمواقع فضله وإحسانه، وهذا فرح محمود غير مذموم قال الله تعالى: { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس/58] أهـ (التهذيب)
وهذا كلام راقٍ يحتاج إلى تَرْدادٍ لفهمه، وتجْوالٍ في حنايا نظمه:
فأدِمْ جرَّ الحبالِ تقطع الصخر الثَّخينا
المصدر: كتاب القواعد الحسان في أسرار الطاعة والاستعداد لرمضان
لك الأكل و الشرب حتى يفرغ من الأذان< السابق
التالي >كن من المتقين الأخيــار
- احمد طلبمشرف
الجنس :
عدد المساهمات : 3184
العمل/الترفيه : عبادة الله الواحد القهار
رد: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
الأحد أغسطس 01, 2010 12:39 pm
- أم سلوانAdmin
الجنس :
عدد المساهمات : 5571
العمل/الترفيه : القراءة والأشغال اليدوية
رد: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ " صفحات من كتاب"
الأحد أغسطس 01, 2010 4:06 pm
{ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ }
صفحة 2 من اصل 2 • 1, 2
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى